الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ لِلْفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي ٱلأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ ٱلْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }

ثم بين على من ينفق، فقال: النفقة { لِلْفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } ، يقول: حبسوا، نظيرها:فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ } [البقرة: 196]، يعنى حبستم، وأيضاً:وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً } [الإسراء: 8]، يعنى محبساً، { ٱلَّذِينَ أُحصِرُواْ } حبسوا أنفسهم بالمدينة فى طاعة الله عز وجل، فهم أصحاب الصفة.

قال: حدثنا عبيد الله، عن أبيه، عن هذيل بن حبيب، عن مقاتل بن سليمان، منهم ابن مسعود، وأبو هريرة، والموالى أربعمائة، رجل لا أموال لهم بالمدينة، فإذا كان الليل آووا إلى صفة المسجد، فأمر الله عز وجل بالنفقة عليهم، { لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي ٱلأَرْضِ } ، يعنى سيراً، كقوله سبحانه:وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ } [النساء: 101]، يعنى إذا سرتم فى الأرض، يعنى التجارة، { يَحْسَبُهُمُ ٱلْجَاهِلُ } بأمرهم وشأنهم أَغْنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ } ، يعنى بسيما الفقر عليهم لتركهم المسألة، { لاَ يَسْأَلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافاً } فيحلفون فى المسألة، { وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ } ، يعنى من مال، كقوله عزوجل:إِن تَرَكَ خَيْراً } [البقرة: 180]، يعنى مالاً للفقراء أصحاب الصفة، { فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } [آية: 273]، يعنى بما أنفقتم عليم.