الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰلَهُمُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }

ثم ذكر نفقة المؤمن الذى يريد بنفقته وجه الله عز وجل، ولا يمن بها، فقال سبحانه: { وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ } ، يعنى وتصديقاً من قلوبهم، فهذا مثل نفقة المؤمن التى يريد بها وجه الله عز وجل، ولا يمن بها { كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ } ، يعنى بستان فى مكان مرتفع مستو، تجرى من تحتها الأنهار { أَصَابَهَا } ، يعنى أصاب الجنة { وَابِلٌ } ، يعنى المطر الكثير الشديد، { فَآتَتْ أُكُلَهَا } ، يقول: أضعفت ثمرتها فى الحمل { ضِعْفَيْنِ } ، فكذلك الذى ينفق ماله لله عز وجل من غير أن يضاعف له نفقته إن كثرت أو قلت، كما أن المطر إذا اشتد، أو قل أضعف ثمرة الجنة حين أصابها وابل، { فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ } ، أى أصابها عطش من المطر، وهو الرذاذ مثل الندى، { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ } ، يعنى بما تنفقون { بَصِيرٌ } [آية: 265].