الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ ٱلطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ ٱجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ٱدْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَٱعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }

{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ } ، وذلك أنه رأى جيفة حمار على شاطئ البحر تتوزعه دواب البر والبحر والطير، فنظر إليها ساعة، ثم قال: { رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ } { قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن } يا إبراهيم، يعنى قال: أو لم تصدق بأنى أحيى الموتى يا إبراهيم { قَالَ بَلَىٰ } صدقت { وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي } ليسكن قلبى بأنك أريتنى الذى أردت { قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ ٱلطَّيْرِ } قال: خذ ديكاً وبطة وغراباً وحمامة فاذبحهن يقول: قطعهن، ثم خالف بين مفاصلهن وأجنحتهن { فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ } بلغة النبط صرهن قطعهن، واخلط ريشهن ودماءهن، ثم خالف بين الأعضاء والأجنحة واجعل مقدم الطير مؤخر طير آخر، ثم فرقهن على أربعة أجبال { ثُمَّ ٱجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ٱدْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً } فيها تقدم فدعاهن فتواصلت الأعضاء والأجنحة، فأجابته جميعاً ليس معهن رءوسهن، ثم وضع على أجسادهن، ففقت البطة، وصوت الديك، ونعق الغراب، وقرقر الحمام يقول: خذهن فصرهن وادعهن يسعين على أرجلهن عند غروب الشمس.

{ وَٱعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [آية: 260]، فقال: عند ذلك أعلم أن الله عزيز فى ملكه حكيم، يعنى حكم البعث يقول: كما بعث هذه الأطيار الأربعة من هذه الجبال الأربعة، فكذلك يبعث الله عز وجل الناس من أرباع الأرض كلها ونواحيها، وكان هذا بالشام، وكان أمر الطير قبل أن يكون له ولد، وقبل أن تنزل عليه الصحف، وهو ابن خمس وسبعين سنة.