الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ ٱلنِّسَآءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِيۤ أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـٰكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً وَلاَ تَعْزِمُوۤاْ عُقْدَةَ ٱلنِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ ٱلْكِتَابُ أَجَلَهُ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ فَٱحْذَرُوهُ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ }

{ وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ ٱلنِّسَآءِ } ، يعنى لا حرج على الرجل أن يقول للمرأة قبل أن تنقضي عدتها: إنك لتعجبيننى، وما أجاوزك إلى غيرك، فهذا التعريض، { أَوْ أَكْنَنتُمْ فِيۤ أَنْفُسِكُمْ } ، فلا جناح عليكم أن تسروا فى قلوبكم تزويجهن فى العدة، { عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـٰكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً } ، يعني الجماع فى العدة، ثم استثنى، فقال: { إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً } عدة حسنة، نظيرها فى النساء:وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً } [النساء:8]، يعنى عدة حسنة، فتقول: وهى فى العدة، إنه حبيب إلى أن أكرمك وأن آتى ما أحببت ولا أجاوزك إلى غيرك، { وَلاَ تَعْزِمُوۤاْ عُقْدَةَ ٱلنِّكَاحِ } ، يعنى ولا تحققوا عقدة النكاح، يعنى لا تواعدوهن فى العدة، { حَتَّىٰ يَبْلُغَ ٱلْكِتَابُ أَجَلَهُ } ، يعني حتى تنقضي عدتها، ثم خوفهم، فقال سبحانه: { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ } ، يعني ما فى قلوبكم من أمورهن، { فَٱحْذَرُوهُ } ، أى فاحذروا أن ترتكبوا فى العدة ما لا يحل، { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } ، يعني ذا تجاوز لكم، { حَلِيمٌ } [آية: 235] لا يعجل بالعقوبة.