الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ }

ثم بين للمؤمنين أن لا بد لهم من البلاء والمشقة فى ذات الله، فقال سبحانه: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ } ، نظيرها فى آل عمران قوله سبحانه:أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ } [آل عمران: 142]، وفى العنكبوت:الۤـمۤ أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ أَن يَقُولُوۤاْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ } [العنكبوت: 1، 2]، وذلك أن المنافقين قالوا للمؤمنين فى قتال أُحُد، لم تقتلون أنفسكم وتهلكون أموالكم، فإنه لو كان محمد بيننا لم يسلط عليكم القتل، فرد المؤمنون عليهم، فقالوا: قال الله: من قتل منا دخل الجنة، فقال المنافقون: لم تمنون أنفسكم بالباطل؟ فأنزل الله عز وجل يوم أحُد: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ } ، نزلت فى عثمان بن عفان وأصحابه، رحمهم الله.

يقول الله عز وجل: { وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ } ، يعنى سنة، { ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم } من البلاء، يعنى مؤمنى الأمم الخالية، ثم أخبر عنهم ليعظ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه: { مَّسَّتْهُمُ } ، يعنى أصابتهم { ٱلْبَأْسَآءُ } ، يعني الشدة، وهى البلاء، { وَٱلضَّرَّآءُ } ، يعنى البلاء، { وَزُلْزِلُواْ } ، يعنى وخوفوا { حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ } وهو اليسع { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ } ، وهو حزقيا الملك حين حضر القتال ومن معه من المؤمنين، { مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ } ، فقال الله عز وجل: { أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ } [آية: 214]، يعنى سريع، وإن ميشا بن حزقيا قتل اليسع، واسمه اشعيا.