الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى ٱلْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ بِٱلإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }

{ وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَاطِلِ } ، يعني ظلماً، وذلك أن امرأ القيس بن عابس، وعبدان بن أشوع الحضرمى اختصما فى أرض، فكان امرؤ القيس المطلوب، وعبدان الطالب، فلم يكن لعبدان بينة، وأراد امرؤ القيس أن يحلف، فقرأ النبى صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً } " [آل عمران: 77]، يعنى عرضاً يسيراً من الدنيا، إلى آخر الآية، فلما سمعها امرؤ القيس كره أن يحلف، ولم يخاصمه فى أرضه، وحكمه فيها، فأنزل الله عز وجل: { وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَاطِلِ } { وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى ٱلْحُكَّامِ } ، يقول: لا يدلين أحدكم بخصومة فى استحلال مال أخيه، وهو يعلم أنه مبطل، فذلك قوله سبحانه: { لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً } ، يعنى طائفة، { مِّنْ أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ بِٱلإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [آية: 188] أنكم تدعون الباطل، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: " إنما أنا بشر مثلكم، فلعلى بعضكم أعلم بحجته، فأقضي له وهو مبطل " ، ثم قال عليه السلام: " أيما رجل قضيت له بمال امرئ مسلم، فإنما هى قطعة من نار جهنم أقطعها، فلا تأكلوها ".