الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً ٱلْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَٱلأَقْرَبِينَ بِٱلْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى ٱلْمُتَّقِينَ } * { فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى ٱلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } * { فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

{ كُتِبَ عَلَيْكُمْ } ، يعنى فرض عليكم، نظيرها:كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ } [البقرة: 216]، يعنى فرض، نظيرها أيضاً:مَا كَتَبْنَاهَا } ، يعنى ما فرضناهاعَلَيْهِمْ } [الحديد: 27]، يعنى الرهبانية، { إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ إِن تَرَكَ } بعد موته { خَيْراً } ، يعنى المال، { ٱلْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَٱلأَقْرَبِينَ بِٱلْمَعْرُوفِ } ، يعنى تفضيل الوالدين على الأقربين فى الوصية، وليوص للأقربين بالمعروف.

والذين لا يرثون يقول الله عز وجل تلك الوصية { حَقّاً عَلَى ٱلْمُتَّقِينَ } [آية: 180]، فمن لم يوص لقرابته عند موته، فقد ختم عمله بالمعصية، ثم نزلت آية الميراث بعد هذه الآية، فنسخت للوالدين، وبقيت الوصية للأقربين الذين لا يرثون، ما بينه وبين ثلث ماله، { فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ } ، يقول: من بدل وصية الميت، يعنى الوصي والولي بعدما سمعه من الميت، فلم يمض وصيته، { فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى ٱلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ } ، يعنى الوصي والولي وبرىئ منه الميت، { إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ } لوصية الميت { عَلِيمٌ } [آية: 181] بها.

ثم قال: { فَمَنْ خَافَ } ، يعني الوصي { مِن مُّوصٍ } ، يعني الميت { جَنَفاً } ميلاً عن الحق خطأ، { أَوْ إِثْماً } تعمداً للجنف، أى إن جار الميت فى وصيته عمداً أو خطأ، فلم يعدل. فخاف الوصي أو الولي من جور وصيته، { فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ } بين الورثة بالحق والعدل، { فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ } حين خالف جور الميت، { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } للمصلح { رَّحِيمٌ } [آية: 182] به إذا رخص فى مخالفة جور الميت.