الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوْ تَأْتِينَآ آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } * { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ ٱلْجَحِيمِ } * { وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلاَ ٱلنَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُمْ بَعْدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }

{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } بتوحيد ربهم، يعني مشركي العرب للنبي صلى الله عليه وسلم، { لَوْلاَ } يعنون هلا { يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ } يخبرنا بأنك رسوله، { أَوْ تَأْتِينَآ آيَةٌ } كما كانت الأنبياء تأتيهم الآيات تجئ إلى قومهم، يقول الله: { كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّثْلَ قَوْلِهِمْ } ، يقول: هكذا قالت بنو إسرائيل من قبل مشركي العرب، فقالوا فى سورة البقرة، والنساء لموسى:أَرِنَا ٱللَّهِ جَهْرَةً } [النساء: 153]، وأتوا بالآيات وسمعوا الكلام فحرفوه، فهل هؤلاء إلا مثل أولئك؟ فذلك قوله سبحانه: { تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ } ، ثم قال: وإن كذب مشركو العرب بمحمد، { قَدْ بَيَّنَّا ٱلآيَاتِ } ، أى فقد بينا الآيات، فذلك قوله سبحانه فى العنكبوت:بَلْ هُوَ آيَاتٌ } يعنى بيان أمر محمد آياتبَيِّنَاتٌ } [العنكبوت: 49] يعنى واضحات فى التوراة أنه أمي لا يقرأ الكتاب ولا يخط بيمينه، { لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [آية: 118]، يعنى مؤمنى أهل التوراة.

{ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ } ، يقول: لم نرسلك عبثاً لغير شىء، { بَشِيراً وَنَذِيراً } ، بشيراً بالجنة ونذيراً من النار، { وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ ٱلْجَحِيمِ } [آية: 119]، فإن الله قد أحصاها عليهم، { وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ } من أهل المدينة، { وَلاَ ٱلنَّصَارَىٰ } من أهل نجران، { حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } ، ذلك أنهم دعوا النبى صلى الله عليه وسلم إلى دينهم وزعموا أنهم على الهدى، فأنزل الله عز وجل: { قُلْ } لهم: { إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ } ، ثم حذر نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال: { وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُمْ } يعنى أهل الكتاب على دينهم { بَعْدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ } ، وعلم البيان، { مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ } ، يعنى قريب فينفعك { وَلاَ نَصِيرٍ } [آية: 120]، يعني ولا مانع.