الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدّاً } * { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ ٱلْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً } * { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً }

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدّاً } [آية: 96]، يقول: يجعل محبتهم في قلوب المؤمنين فيحبونهم.

{ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلَسَانِكَ } ، يقول: فإنما بيناه على لسانك يا محمد، يعني القرآن، { لِتُبَشِّرَ بِهِ } ، يعني بما في القرآن، { ٱلْمُتَّقِينَ } الشرك، يعني الموحدين، { وَتُنْذِرَ بِهِ } ، يعني بما في القرآن من الوعيد، { قَوْماً لُّدّاً } [آية: 97]، يعني جدلاء خصماء بالباطل، نظيرها في البقرة:وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ } [البقرة: 204]، يعني جادل خصماً بالباطل، الأخنس بن شريق.

ثم خوف كفار مكة، فقال سبحانه: { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ } ، يعني العذاب في الدنيا، { مِّن قَرْنٍ } ، يعني قبل كفار مكة من أمة، { هَلْ تُحِسُّ } ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: هل ترى { مِنْهُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً } [آية: 98]، يعني صوتاً يحذر بمثل عذاب الأمم الخالية؛ لئلا يكذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم.