الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ أَنَّآ أَرْسَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً } * { فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً } * { يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً } * { وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْداً } * { لاَّ يَمْلِكُونَ ٱلشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } * { وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً } * { لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً } * { تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً } * { أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَداً } * { وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً }

{ أَلَمْ تَرَ أَنَّآ أَرْسَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } ، يعني المستهزئين من قريش حين قال سبحانه إبليس، وهو الشيطان:وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ... } [الإسراء: 64]، يعني بدعائك إلى آخر الآية، ثم قال سبحانه: { تَؤُزُّهُمْ أَزّاً } [آية: 83]، يعني تزعجهم إزعاجاً، وتغريهم إغراء، تزين لهم الذى هم عليه من الشرك، ويقول: إن الأمر الذى أنتم عليه لأمر حق.

{ فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ } ، يقول للنبى صلى الله عليه وسلم: فلا تستعجل لهم بالعذاب، { إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ } آجالهم، { عَدّاً } [آية: 84]، يعني الأنفاس.

ثم ننزل بهم العذاب، { يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ } الشرك، يعني الموحدين، { إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً } [آية: 85] على النجائب على رحلاتها منابر الحضر.

{ وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْداً } [آية: 68]، يرونها في الدخول وهم عطاش.

{ لاَّ يَمْلِكُونَ ٱلشَّفَاعَةَ } ، يقول: لا تقدر الملائكة على الشافعة لأحد، ثم استثنى، فقال: { إِلاَّ مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } [آية: 87]، يعني إلا من اعتقد التوحيد عند الرحمن جل جلاله، وهى شهادة ألا إله إلا الله وحده لا شريك له.

{ وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً } [آية: 88] من الملائكة، حين قالوا: إنهن بنات الله تعالى، منهم: النضر بن الحارث.

يقول الله عز وجل: { لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً } [آية: 89]، يقول: قلتم قولاً عظيماً، نظيرها في بني إسرائيل:إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً } [الإسراء: 40]، حين قالوا: الملائكة بنات الرحمن عز وجل.

{ تَكَادُ ٱلسَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ } ، يعني مما قالوا: إن الملائكة بنات الرحمن، { وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ } من أطرافها، { وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً } [آية: 90]، يعني وقعاً، وإنما ذكر السموات والأرض والجبال؛ لعظمهن وشدتهن، مما قالوا من البهتان.

{ أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَداً } [آية: 91]، أن قالوا: للرحمن ولداً. { وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } [آية: 92].