{ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا } ، يعني القرآن، { بِيِّنَاتٍ } ، يعني واضحات، { قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ، وهم النضر بن الحارث بن علقمة وغيره، { لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً } ، وذلك أنهم لبسوا أحسن الثياب، ودهنوا الرءوس، ثم قالوا للمؤمنين: أي الفريقين نحن أو أنتم خير؟ يعني أفضل مقاماً للمساكن من مساكن مكة، ومثله في حم الدخان:{ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } [الدخان: 26]، يعني ومساكن طيبة، { وَأَحْسَنُ نَدِيّاً } [آية: 73]، يعني مجلساً، كقوله سبحانه:{ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلْمُنْكَرَ } [العنكبوت: 9]، يعني في مجالسكم. يقول الله عز وجل يخوفهم: { وَكَمْ أَهْلَكْنَا } بالعذاب في الدنيا، { قَبْلَهُمْ } ، قبل أهل مكة، { مِّن قَرْنٍ } ، يعني أمة، كقوله عز وجل:{ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ } [يونس: 13]، يعني الأمم الخالية، { هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً } ، يعني ألين متاعاً، { وَرِءْياً } [آية: 74]، وأحسن منظراً من أهل مكة، فأهلك الله عز وجل أموالهم وصورهم. { قُلْ } لهم: { مَن كَانَ فِي ٱلضَّلاَلَةِ } ، يعني من هو في الشرك، { فَلْيَمْدُدْ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَدّاً } ، في الخير؛ لقولهم للمؤمنين: { أَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً } ، { حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ إِمَّا ٱلعَذَابَ } في الدنيا، يعني القتل ببدر، { وَإِمَّا ٱلسَّاعَةَ } ، يعني القيامة، { فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً } ، يعني شر منزلاً، { وَأَضْعَفُ جُنداً } [آية: 75]، يعني وأقل فئة هم أم المؤمنون. { وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهْتَدَواْ هُدًى } من الضلالة، يعني يزيدهم إيماناً، { وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ } ، وهي أربعة كلمات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، من قالها فهو { خَيْرٌ } ، يعني أفضل، { عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَ } الآخرة { وَخَيْرٌ مَّرَدّاً } [آية: 76]، يعني أفضل مرجعاً من ثواب الكافر النار، ومرجعهم إليها.