الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً } * { وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً } * { وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً } * { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ ٱلْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً } * { وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِٱلصَّـلاَةِ وَٱلزَّكَـاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً }

{ وَٱذْكُرْ } لأهل مكة، { فِي ٱلْكِتَابِ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً } ، يعني مسلماً موحداً، { وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً } [آية: 51].

{ وَنَادَيْنَاهُ } ، يعني دعوناه ليلة الجمعة، { مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنِ } ، يعني من ناحية الجبل، { وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً } [آية: 52]، يعني كلمناه من قرب، وكان بينهما حجاب خفي سمع صرير القلم، ويقال: صريف القلم.

{ وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً } [آية: 53]، فوهب الله عز وجل له أخاه هارون، وذلك حين سأل موسى، عليه السلام، ربه عز وجل، فقال:وَٱجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي } [طه: 29، 30]، وحين قال:فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ } [الشعراء: 13].

{ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ } ، يعني واذكر لأهل مكة في القرآن أمر { إِسْمَاعِيلَ } بن إبراهيم لصلبه، { إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ ٱلْوَعْدِ } ، وذلك أن إسماعيل، عليه السلام، وعد رجلاً أن يقيم مكانه حتى يرجع إليه، فأقام ثلاثة أيام للميعاد حتى رجع الرجل إليه، { وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً } [آية: 54].

{ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ } ، كقوله سبحانه في طه:وَأْمُرْ أَهْلَكَ } [طه: 132]، يعني قومك، { بِٱلصَّـلاَةِ } ، وفي قراءة ابن مسعود: وكان يأمر قومه بالصلاة، { وَٱلزَّكَـاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً } [آية: 55].