الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَٰتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي ءَاذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَىٰ ٱلْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُوۤاْ إِذاً أَبَداً } * { وَرَبُّكَ ٱلْغَفُورُ ذُو ٱلرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ لَعَجَّلَ لَهُمُ ٱلْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ مَوْئِلاً } * { وَتِلْكَ ٱلْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً }

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيِاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا } ، يقول: فلا أحد أظلم ممن وعظ بآيات ربه، يعني القرآن، نزلت في المطعمين والمستهزئين، فأعرض عن الإيمان بآيات الله القرآن، فلم يؤمن بها، { وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } ، يعني ترك ما سلف من ذنوبه، فلم يستغفر منها من الشرك، { إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } ، يعني الغطاء على القلوب، { أَن يَفْقَهُوهُ } ، يعني القرآن، { وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً }؛ لئلا يسمعوا القرآن، { وَإِن تَدْعُهُمْ } يا محمد { إِلَىٰ ٱلْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُوۤاْ إِذاً أَبَداً } [آية: 57] من أجل الأكنّة والوقر، يعني كفار مكة.

{ وَرَبُّكَ ٱلْغَفُورُ } ، يعني إذا تجاوز عنهم في تأخير العذاب عنهم، { ذُو ٱلرَّحْمَةِ } يعني ذا النعمة حين لا يعجل بالعقوبة، { لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ } من الذنوب، { لَعَجَّلَ لَهُمُ ٱلْعَذَابَ } في الدينا، { بَل } العذاب { لَّهُم مَّوْعِدٌ } ، يعني ميقاتاً يعذبون فيه، { لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ مَوْئِلاٍ } [آية: 85]، يعني ملجأ يلجئون إليه.

{ وَتِلْكَ ٱلْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ } بالعذاب في الدنيا، يعني أشركوا، { وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم } بالعذاب، { مَّوْعِداً } [آية: 59]، يعني ميقاتاً، وهكذا وقت هلاك كفار مكة ببدر.