الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَىٰ ٱلظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُوراً } * { قُل لَّوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ ٱلإِنْفَاقِ وَكَانَ ٱلإنْسَانُ قَتُوراً }

{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ } ، يقول: أو لم يعلموا، { أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ } ، يعني مثل خلقهم في الآخرة، يقول: لأنهم مقرون بأن الله خلقهم في الآخرة، يقول: لأنهم مقرون بأن الله خلقهم،وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } [لقمان: 25]، ولا يقدرون أن يقولوا غير ذلك، وهم مع ذلك يعبدون غير الله عز وجل كما خلقهم في الدنيا.

فخلق السموات والأرض أعظم وأكبر من خلق الإنسان؛ لأنهم مقرون بأن الله خلقهم وخلق السماوات والأرض، { وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً } مسمى يبعثون فيه، { لاَّ رَيْبَ فِيهِ } ، يعني لا شك فيه في البعث أنه كائن، { فَأَبَىٰ ٱلظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُوراً } [آية: 99]، يعني إلا كفراً بالبعث، يعني مشركي مكة.

{ قُل لَّوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي } ، يعني مفاتيح الرزق، يعني مقاليد السموات، يقول: لو كان الرزق بأيديكم وكنتم تقسمونه، { إِذاً لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ ٱلإِنْفَاقِ } ، لأمسكتموه مخافة الفقر والفاقة، { وَكَانَ ٱلإنْسَانُ } يعني الكافر، { قَتُوراً } [آية: 100]، يعني بخيلاً ممسكاً عن نفسه.