الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً } * { ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا وَقَالُواْ أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً }

{ وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ } لدينه، { فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ } عن دينه، { فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِهِ } ، يعني أصحاباً من دون الله يهدونهم إلى الإسلام من الضلالة، { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } بعد الحساب، { عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ } ، " قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: كيف يمشون على وجوههم؟ قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: " من أمشاهم على أقدامهم؟ " ، قالوا: الله أمشاهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " فإن الذي أمشاهم على أقدامهم هو الذى يمشيهم على وجوههم "

ثم قال سبحانه: { عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً } ، وذلك إذا قيل لهم:قَالَ ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ } [المؤمنون: 108]، فصاروا فيهاعمياً لا يبصرون أبداً، وصماً لا يسمعون أبداً، ثم قال: { مَّأْوَاهُمْ } ، يعني مصيرهم، { جَهَنَّمُ } ، قوله سبحانه: { كُلَّمَا خَبَتْ } ، وذلك إذا أكلتهم النار، فلم يبق منهم غير العظام، وصاروا فحماً، سكنت النار، هو الخبت، { زِدْنَاهُمْ سَعِيراً } [آية: 97]، وذلك أن النار إذا أكلتهم بدلوا جلوداً غيرها جدداً في النار، فتسعر عليهم، فذلك قوله سبحانه: { زِدْنَاهُمْ سَعِيراً } ، يعني وقوداً، فهذا أمرهم أبداً.

و { ذَلِكَ } العذاب والنار، { جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا } ، يعني بآيات القرآن، { وَقَالُواْ أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً } ، يعني تراباً، { أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً } [آية: 98]، يعنون البعث سيرة الخلق الأول، منهم أبي بن خلف، وأبو الأشدين، يقول الله: ليعتبروا.