الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبْعُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } * { وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً }

عظم نفسه جل جلاله، فقال سبحانه: { تُسَبِّحُ لَهُ } ، يعني تذكره، { ٱلسَّمَاوَاتُ ٱلسَّبْعُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ } ، يعني وما من شىء، { إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ } ، يقول: إلا يذكر الله بأمره، يعني من نبت، إذا كان في معدنه، { يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } [الزمر: 75]، كقوله سبحانه:وَيُسَبِّحُ ٱلرَّعْدُ بِحَمْدِهِ } [الرعد: 13]، يعني بأمره، من نبت، أو دابة، أو خلق، { وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } ، يقول: ولكن لا تسمعون ذكرهم لله عز وجل: { إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً } عنهم، يعني عن شركهم، { غَفُوراً } [آية: 44]، يعني ذو تجاوز عن قولهم، لقوله: { لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ } كما يزعمون، { إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَىٰ ذِي ٱلْعَرْشِ سَبِيلاً } ، بأن الملائكة بنات الله، حين لا يعجل عليهم بالعقوبة، { غَفُوراً } في تأخير العذاب عنهم إلى المدة، مثلها في سورة الملائكة، قوله سبحانه:إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ } [فاطر: 41] آخر الآية، { إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً } ، يعني ذو تجاوز عن شركهم، { غفوراً } في تأخير العذاب عنهم إلى المدة.

{ وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرآنَ } في الصلاة أو غير الصلاة، { جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } ، يعني لا يصدقون بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال، { حِجَاباً مَّسْتُوراً } [آية: 45]، نزلت في أبي لهب وامرأته، وأبي البحتري، وزمعة اسمه عمرو بن الأسود، وسهيل، وحويطب، كلهم من قريش، يعني بالحجاب المستور.