الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً } * { قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَىٰ ذِي ٱلْعَرْشِ سَبِيلاً } * { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً }

{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ } في أمور شتى، { لِيَذَّكَّرُواْ } فيعتبروا، { وَمَا يَزِيدُهُمْ } القرآن، { إِلاَّ نُفُوراً } [آية: 41]، يعني إلا تباعداً عن الإيمان بالقرآن، كقوله تعالى:بَل لَّجُّواْ فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ } [الملك: 21]، يعني تباعداً.

{ قُلْ } لكفار مكة: { لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ } ، حين يزعمون أن الملائكة بنات الرحمن، فيعبدونهم ليشفعوا لهم عند الله عز وجل في الآخرة، { إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَىٰ ذِي ٱلْعَرْشِ سَبِيلاً } [آية: 42]، ليغلبوه ويقهروه، كفعل ملوك الأرض بعضهم ببعض، يلتمس بعضهم أن يقهر صاحبه ويعلوه.

ثم قال: { سُبْحَانَهُ } نزه نفسه تعالى عن قول البهتان، فقال: { وَتَعَالَىٰ } ، يعني وارتفع، { عَمَّا يَقُولُونَ } من البهتان، { عُلُوّاً كَبِيراً } [آية: 43]، نظيرها في المؤمنين.