الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً } * { وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزِّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً } * { وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي ٱلْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً } * { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ ٱلْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً }

{ وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلادَكُمْ } ، يعني دفن البنات وهن أحياء، { خَشْيَةَ إِمْلاقٍ } ، يعني مخافة للفقر، { نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً } ، يعني إثماً، { كَبِيراً } [آية: 31].

قوله سبحانه: { وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزِّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً } ، يعني معصية، { وَسَآءَ سَبِيلاً } [آية: 32]، يعني المسلك، لم يكن يومئذ في الزنا حد، حتى نزل الحد بالمدينة في سورة النور.

{ وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ } قتلها، يعني باغياً، { إِلاَّ بِٱلحَقِّ } الذي يقتل فيقتل به، { وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ } ، يعني ولي المقتول، { سُلْطَاناً } ، يعني مسلطاً على القتلى إن شاء قبله، وإن شاء عفا عنه، وإن شاء أخذ الدية، ثم قال لولي المقتول: { فَلاَ يُسْرِف فِّي ٱلْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً } [آية: 33] من أمر الله عز وجل في كتابه، جعل الأمر إليه، ولا تقتلن غير القاتل، فإن من قتل غير القاتل، فقد أسرف؛ لقوله سبحانه: { إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً }.

{ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } ، إلا لتنمي ماله بالأرباح، نسختها:وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ } [البقرة: 220]، { حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ } ، يعني ثماني عشرة سنة، { وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ } فيما بينكم وبين الناس، { إِنَّ ٱلْعَهْدَ } إذا نقض، { كَانَ مَسْؤُولاً } [آية: 34]، يقول: الله سائلكم عنه في الآخرة.