الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً } * { وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }

حدثنا عبيد الله، قال: حدثني أبي، عن الهذيل، عن مقاتل، عن الضحاك، عن ابن مسعود، أنه كان في المصحف: ووصى ربك، فالتزق الواو بالصاد، فقال: { وَقَضَىٰ رَبُّكَ } ، يعني وعهد ربك، { أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ } ، يعني ألا توحدوا غيره، { وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } براً بهما، { إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ } ، يعني أبويه، يعني سعد بن أبي وقاص، { أَحَدُهُمَا } ، يعني أحد الأبوين، { أَوْ كِلاَهُمَا } ، فبرهما، { فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ } ، يعني الكلام الرديء، أن تقول: اللهم أرحنى منهما، أو تغلظ عليهما في القول عند كبرهما، ومعالجتك إياهما وعند ميط القذر عنهما، { وَلاَ تَنْهَرْهُمَا } عند المعالجة، يعني تغلظ لهما القول، { وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً } [آية: 23]، يعني حسناً ليناً.

{ وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ } ، يقول: تلين جناحك لهما رحمة بهما { وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا } عندما تعالج منهما، { كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً } [آية: 24]، يعني كما عالجا ذلك منى صغيراً، فالطف بهما، واعصهما في الشرك، فإنه ليس معصيتك إياهما في الشرك قطيعة لهما، ثم نسخت: { كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً } ،مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوۤاْ أُوْلِي قُرْبَىٰ } [التوبة: 113].