الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَسْئَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَآءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يٰمُوسَىٰ مَسْحُوراً } * { قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَآ أَنزَلَ هَـٰؤُلاۤءِ إِلاَّ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يٰفِرْعَونُ مَثْبُوراً } * { فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ ٱلأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعاً }

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا } ، يعني أعطينا { مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } ، يعني واضحات: اليد، والعصا بالأرض المقدسة، وسبع آيات بأرض مصر: الطوفان، والجراد، والقمل والضفادع، والدم، والسنين،، والطمس على الدنانير والدراهم، أولها العصا، وآخرها الطمس، { فَٱسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ } عن ذلك، { إِذْ جَآءَهُمْ } موسى بالهدى، { فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لأَظُنُّكَ } ، يقول: إنى لأحسبك، { يٰمُوسَىٰ مَسْحُوراً } [آية: 101]، يعني مغلوباً على عقله، { قَالَ } موسى لفرعون، { لَقَدْ عَلِمْتَ } يا فرعون، { مَآ أَنزَلَ هَـٰؤُلاۤءِ } هؤلاء الآيات التسع، { إِلاَّ رَبُّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ بَصَآئِرَ } ، يعني تبصرة وتذكرة، ولن يقدر أحد على أن يأتي أحد بآية واحدة مثل هذه، { وَإِنِّي لأَظُنُّكَ } ، يعني لأحسبك، { يٰفِرْعَونُ مَثْبُوراً } [آية: 102]، يعني ملعوناً، اسمه: فيطوس.

{ فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ ٱلأَرْضِ } ، يعني أن يخرجهم من أرض مصر، مثل قوله سبحانه:وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ ٱلأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا } [الإسراء: 76]، يعني أرض المدينة، { فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعاً } [آية: 103] من الجنود.