الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }

قال سبحانه: { وَضَرَبَ ٱللَّهُ } ، يعني وصف الله مثلاً آخر لنفسه عز وجل، والصنم ليعتبروا، فقال: { وَضَرَبَ ٱللَّهُ } { مَثَلاً } ، يعني شبهاً، { رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ } ، يعني الأخرس الذي لا يتكلم، وهو الصنم، { لاَ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ } ، من المنفعة والخير، { وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلاهُ } ، يعني الصنم عيال على مولاه الذى يعبده، ينفق عليه ويكنه من الحر والشمس ويكنفه، { أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ } ، يقول: أينما يدعوه من شرق أو غرب، من ليل أو نهار، { لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ } ، يقول: لا يجيئه بخير، { هَلْ يَسْتَوِي هُوَ } ، يعني هذا الصنم، { وَمَن يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ } ، يعني الرب نفسه عز وجل يأمر بالتوحيد، { وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [آية: 76]، يعني الرب نفسه عز وجل يقول: أنا على الحق المستقيم، ويقال: أحد الرجلين عثمان بن عفان، رضوان الله عليه، والآخر أبو العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن زهرة.