الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ ٱللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ } * { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } * { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }

{ وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً } ، يقول: بعضكم من بعض، { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً } ، يعني بالبنين الصغار، والحفدة الكفار يحفدون أباهم بالخدمة، وذلك أنهم كانوا فى الجاهلية يخدمهم أولادهم، قال عز وجل: { وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } ، يعني الحب والعسل ونحوه، وجعل رزق غيركم من الدواب والطير لا يشبه أرزاقكم في الطيب والحسن، { أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ } ، يعني أفبالشيطان يصدقون بأن مع الله عز وجل شريكاً، { وَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ } الذي أطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف، { هُمْ يَكْفُرُونَ } [آية: 72] بتوحيد الله، أفلا يؤمنون برب هذه النعم فيوحدونه.

ثم رجع إلى كفار مكة، ثم ذكر عبادتهم الملائكة، فقال سبحانه: { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ } ، يعني ما لا يقدر، { لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ ٱلسَّمَاوَاتِ } ، يعني المطر، { وَٱلأَرْضِ } ، يعني النبات، { شَيْئاً } منه، { وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } [آية: 73] ذلك.

{ فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ } ، يعني الأشباه، فلا تصفوا مع الله شريكاً، فإنه لا إله غيره، { إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ } أن ليس له شريك، { وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } [آية: 74] أن لله شريكاً.