الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَىٰ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلْنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } * { لِيُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ } * { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }

{ وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } ، يقول: جهدوا في أيمانهم حين حلفوا بالله عز وجل، يقول الله سبحانه: إن القسم بالله لجهد أيمانهم، يعني كفار مكة، { لاَ يَبْعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُ } ، فكذبهم الله عز وجل، فقال: { بَلَىٰ } يبعثهم الله عز وجل، { وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً } ، نظيرها في الأنبياء:كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ } [الأنبياء: 104]، يقول الله تعالى: كما بدأتهم فخلقتهم ولم يكونوا شيئاً، { وَلـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلْنَّاسِ } ، يعني أهل مكة { لاَ يَعْلَمُونَ } [آية: 38] أنهم مبعثون من بعد الموت.

يبعثهم الله؛ { لِيُبَيِّنَ لَهُمُ } ، يعني ليحكم الله بينهم في الآخرة، { ٱلَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ } ، يعني البعث، { وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالبعث { أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ } [آية: 39] بأن الله لا يبعث الموتى.

ثم قال سبحانه: { إِنَّمَا قَوْلُنَا } ، يعني أمرنا في البعث، { لِشَيْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ } مرة واحدة: { كُنْ فَيَكُونُ } [آية: 40]، لا يثني قوله مرتين.