الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ إِنَّ ٱلْخِزْيَ ٱلْيَوْمَ وَٱلْسُّوۤءَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } * { ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ ٱلسَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوۤءٍ بَلَىٰ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } * { فَٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ }

رجع إلى الخراصين في التقديم، فقال سبحانه: { ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ } ، يعني يعذبهم، كقوله سبحانه:يَوْمَ لاَ يُخْزِى ٱللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ } [التحريم: 8]، يعني لا يعذب الله النبي المؤمنين، { وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ } ، يعني تحجاون فيهم، { قَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } ، وهم الحفظة من الملائكة: { إِنَّ ٱلْخِزْيَ ٱلْيَوْمَ } ، يعني الهوان، { وَٱلْسُّوۤءَ } ، يعني العذاب، { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } [آية: 27].

ثم نعتهم، فقال: { ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ } ، يعني ملك الموت وأعوانه، { ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ } ، وهم ستة، وثلاثة يلون أرواح المؤمنين، وثلاثة يلون أرواح الكافرين، { فَأَلْقَوُاْ ٱلسَّلَمَ } ، يعني الخضوع والاستسلام، ثم قالوا: { مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوۤءٍ } ، يعني من شرك؛ لقولهم في الأنعام:وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [الأنعام: 23]، فكذبهم الله عز وجل، فردت عليهم خزنة جهنم من الملائكة، فقالوا: { بَلَىٰ } قد عملتم السوء، { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [آية: 28]، يعني بما كنتم مشركين.

قالت الخزنة لهم: { فَٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا } من الموت، { فَلَبِئْسَ مَثْوَى } ، يعني مأوى، { ٱلْمُتَكَبِّرِينَ } [آية: 29] عن التوحيد، فأخبر الله عنهم في الدنيا، وأخبر بمصيرهم في الآخرة.