الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } * { يُنَزِّلُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ بِٱلْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوۤاْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱتَّقُونِ }

{ أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ } ، وذلك أن كفار مكة لما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم الساعة، فخوفهم بها أنها كائنة، فقالوا: متى تكون؟ تكذيباً بها، فأنزل الله عز وجل: يا عبادي، { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ } { فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } ، أي فلا تستعجلوا وعيدي، أنزل الله عز وجل أيضاً في قولهم: حم عسق:يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا } [الشورى: 18]، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل، عليه السلام: { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ } ، وثب قائماً، وكان جالساً، مخافة الساعة، فقال جبريل، عليه السلام: { فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } ، فاطمأن النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك، ثم قال: { سُبْحَانَهُ } ، نزه الرب تعالى نفسه عن شرك أهل مكة، ثم عظم نفسه جل جلاله، فقال: { وَتَعَالَىٰ } ، يعني وارتفع، { عَمَّا يُشْرِكُونَ } [آية: 1].

{ يُنَزِّلُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ } ، يعني جبريل، عليه السلام، { بِٱلْرُّوحِ } ، يقول: بالوحي، { مِنْ أَمْرِهِ } ، يعني بأمره، { عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } من الأنبياء، عليهم السلام، ثم أمرهم الله عز وجل أن ينذروا الناس، فقال: { أَنْ أَنْذِرُوۤاْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱتَّقُونِ } [آية: 2]، يعني فاعبدون.