الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱلَّذِي سَخَّرَ ٱلْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى ٱلْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } * { وَعَلامَاتٍ وَبِٱلنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } * { أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ } * { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ }

{ وَهُوَ ٱلَّذِي سَخَّرَ ٱلْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً } ، وهو السمك ما أصيد أو ألقاه الماء وهو حي، { وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا } ، يعني اللؤلؤ، { وَتَرَى ٱلْفُلْكَ } ، يعني السفن، { مَوَاخِرَ فِيهِ } ، يعني في البحر مقبلة ومدبرة بريح واحد، { وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } ، يعني سخر لكم الفلك لتبتغوا من فضله، { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [آية: 14] ربكم في نعمه عز وجل.

{ وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ } ، يعني الجبال، { أَن تَمِيدَ بِكُمْ } ، يعني لئلا تزول بكم الأرض فتميل بمن عليها، { وَأَنْهَاراً } تجري، { وَسُبُلاً } ، يعني وطرقاً، { لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [آية: 15]، يعني تعرفون طرقها.

{ وَعَلامَاتٍ } ، يعني الجبال، كقوله سبحانه:كَالأَعْلاَمِ } [الرحمن: 14]، يعني الجبال: { وَبِٱلنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } [آية: 16].

حدثنا عبيد الله، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الهذيل، قال مقاتل: هي بنات نعشٍ، والجدي، والفرقدان، والقطب، قال: بعينها لأنهن لا يزلن عن أماكنهن شتاء ولا صيفاً، يعني بالجبال، والكواكب، وبها يعرفون الطرق في البر والبحر، كقوله سبحانه:لاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً } [النساء: 98]، يعني لا يعرفون.

ثم قال عز وجل: { أَفَمَن يَخْلُقُ } هذه الأشياء من أول السورة إلى هذه الآية، { كَمَن لاَّ يَخْلُقُ } شيئاً من الآلهة: اللات، والعزى، ومناة، وهبل، التي تعبد من دون الله عز وجل: { أَفَلا تَذَكَّرُونَ } [آية: 17]، يعني أفلا تعتبرون في صنعه فتوحدونه عز وجل.

{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ } في تأخير العذاب عنهم: { رَّحِيمٌ } [آية: 81] بهم حين لا يعجل عليهم بالعقوبة.

{ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ } في قلوبكم، يعني الخراصين الذى أسروا الكيد بالبعثة في طريق مكة ممن يصد الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم بالموسم، { وَ } يعلم { وَمَا تُعْلِنُونَ } [آية: 19]، يعني يعلم ما تظهرون بألسنتكم، حين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: هذا دأبنا ودأبك.