الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْخَيْلَ وَٱلْبِغَالَ وَٱلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } * { وَعَلَىٰ ٱللَّهِ قَصْدُ ٱلسَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } * { هُوَ ٱلَّذِي أَنْزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَآءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ } * { يُنبِتُ لَكُمْ بِهِ ٱلزَّرْعَ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلنَّخِيلَ وَٱلأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } * { وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلْنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } * { وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ }

ذكرهم النعم: { وَٱلْخَيْلَ وَٱلْبِغَالَ وَٱلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً } ، يقول: لكم في ركوبها جمال وزينة، يعني الشارة الحسنة، { وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [آية: 8] من الخلق، كقوله تعالى:فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ } [القصص: 79]، يعني في شارته.

قال سبحانه: { وَعَلَىٰ ٱللَّهِ قَصْدُ ٱلسَّبِيلِ } ، يعني بيان الهدى، { وَمِنْهَا جَآئِرٌ } ، يقول: ومن السبيل ما تكون جائرة على الهدى، { وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } [آية: 9] إلى دينه.

{ هُوَ ٱلَّذِي أَنْزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَآءً لَّكُم مَّنْهُ شَرَابٌ } ، يعني المطر لكم منه شراب، { وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ } [آية: 10]، يعني وفيه ترعون أنعامكم.

{ يُنبِتُ لَكُمْ بِهِ } بالمطر، { ٱلزَّرْعَ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلنَّخِيلَ وَٱلأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً } ، فيما ذكر لكم من النبات لعبرة، { لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [آية: 11]، في توحيد الله عز وجل.

{ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱللَّيْلَ وَٱلْنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ } ، يقول: فيما سخر لكم في هذه الآيات لعبرة، { لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [آية: 12] في توحيد الله عز وجل.

{ وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ } ، يعني وما خلق لكم، { فِي ٱلأَرْضِ } من الدواب، والطير، والشجر، { مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ } ، يعني فيما ذكر من الخلق في الأرض، { لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ } [آية: 13]، في توحيد الله عز وجل، وما ترون من صنعه وعجائبه.