الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } * { ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا عَلَى ٱلآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } * { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

دل على نفسه تعالى ذكره، فقال: { ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ } ، من أهل مكة، بتوحيد الله، { مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } [آية: 2].

ثم أخبر عنهم، فقال تعالى: { ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } الفانية، { عَلَى ٱلآخِرَةِ } الباقية، { وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } ، يعني عن دين الإسلام، { وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً } ، يعني سبيل الله عوجاً، يقول: ويريدون بملة الإسلام زيغاً، وهو الميل، { أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } [آية: 3]، يعني في خسران طويل، وذلك أن رءوس كفار مكة كانوا ينهون الناس عن اتباع محمد صلى الله عليه وسلم، وعن اتباع دينه.

ثم قال سبحانه: { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ } ، يعني بلغة قومه ليفهموا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذلك قوله سبحانه: { لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ } على ألسنة الرسل عن دينه الهدى، { وَيَهْدِي } إلى دينه، الهدى على ألسنة الرسل، { مَن يَشَآءُ } ، ثم رد تعالى ذكره المشيئة إلى نفسه فقال: { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } في ملكه، { ٱلْحَكِيمُ } [آية: 4]، حكم الضلالة والهدى لمن يشاء.