الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ ٱشْتَدَّتْ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيْءٍ ذٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلاَلُ ٱلْبَعِيدُ } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } * { وَمَا ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ }

{ مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ } ، يعني بتوحيد ربهم، مثل { أَعْمَالُهُمْ } الخبيثة في غير إيمان، { كَرَمَادٍ ٱشْتَدَّتْ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ } في يوم شديد الريح، فلم ير منه شىء، فكذلك أعمال الكفار، { لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيْءٍ } ، يقول: لا يقدرون على ثواب شىء مما عملوا في الدنيا، ولا تنفعهم أعمالهم، لأنها لم تكن في إيمان، ثم قال: { ذٰلِكَ } الكفر، { هُوَ ٱلضَّلاَلُ ٱلْبَعِيدُ } [آية: 18]، يعني الطويل.

{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحقِّ } ، لم يخلقهما باطلاً لغير شىء، ولكن خلقهما لأمر هو كائن، ثم قال سبحانه لكفار هذه الأمة، { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } بالهلاك إن عصيتموه، { وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } [آية: 19]، يعني بخلق غيركم أمثل وأطوع لله منكم.

{ وَمَا ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ } [آية: 20]، يقول: هذا على الله هين يسير، { إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } ، نظيرها في الملائكة.