الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ } * { يَمْحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ ٱلْكِتَابِ } * { وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ }

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ } ، يعني الأنبياء قبلك، { وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً } ، يعني النساء والأولاد، { وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ } ، وذلك أن كفار مكة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بآية، فقال الله تعالى: { وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ } ، إلى قومه، { إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } ، يعني إلا بأمر الله، { لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ } [آية: 38]، يقول: لا ينزل من السماء كتاب إلا بأجل.

{ يَمْحُو ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ } ، يقول: ينسخ الله ما يشاء من القرآن، { وَيُثْبِتُ } ، يقول: ويقر من حكم النساخ ما يشاء، فلا ينسخه، { وَعِندَهُ أُمُّ ٱلْكِتَابِ } [آية: 39]، يعني أصل الكتاب، يقول: الناسخ من الكتاب، والمنسوخ فهو في أم الكتاب، يعني بأم الكتاب اللوح المحفوظ.

{ وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ } ، يعني وإن نرينك يا محمد في حياتك، { بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ } من العذاب في الدنيا، يعني القتل ببدر وسائر بهم العذاب بعد الموت، ثم قال: { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } ، يقول: أو نميتك يا محمد قبل أن نعذبهم في الدنيا، يعني كفار مكة، { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ } يا محمد { ٱلْبَلاَغُ } من الله إلى عباده، { وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ } [آية: 40]، يقول: وعلينا الجزاء الأوفى في الآخرة، كقوله عز وجل في الشعراء:إِنْ حِسَابُهُمْ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّي } [الشعراء: 113]، يعني ما جزاءهم إلا على ربى.