الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَىٰ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّعُقْبَى ٱلْكَافِرِينَ ٱلنَّارُ } * { وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ ٱلأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ وَلاۤ أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ } * { وَكَذٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ }

{ مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ } ، يعني شبه الجنة في الفضل والخير، كشبه النار في شدة العذاب، ثم نعت الجنة، فقال: { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ } ، يعني طعامها لا يزول ولا ينقطع، وهكذا { وِظِلُّهَا } ، ثم قال: { تِلْكَ } الجنة { عُقْبَىٰ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } ، عاقبة حسناهم الجنة، { وَّعُقْبَى ٱلْكَافِرِينَ ٱلنَّارُ } [آية: 35]، يعني وعاقبة الذين كفروا بتوحيد الله النار.

{ وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } ، يقول: أعطيناهم التوراة، وهم عبد الله بن سلام وأصحابه، مؤمنو أهل التوراة، { يَفْرَحُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ } من القرآن، ثم قال: { وَمِنَ ٱلأَحْزَابِ } ، يعني ابن أمية، ابن المغيرة، وآل أبي طلحة بن عبد العزى بن قصي، { مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ } ، أنكروا الرحمن، والبعث، ومحمداً، عليه السلام، { قُلْ إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ } ، يعني أوحد الله { وَلاۤ أُشْرِكَ بِهِ } شيئاً، { إِلَيْهِ أَدْعُو } ، يعني إلى معرفته، وهو التوحيد، أدعوا، { وَإِلَيْهِ مَآبِ } [آية: 36]، يعني وإليه المرجع.

{ وَكَذٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم } ، يعني حين دعى إلى ملة آبائه، { بَعْدَ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ } ، يعني من البيان، { مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ } ، يعني قريباً ينفعك، { وَلاَ وَاقٍ } [آية: 37]، يعني يقي العذاب عنك.