الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ } * { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ } * { أَفَأَمِنُوۤاْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

{ وَكَأَيِّن } ، يعني وكم، { مِّن آيَةٍ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } الشمس، والقمر، والنجوم، والسحاب، والرياح، والمطر، { وَٱلأَرْضِ } الجبال، والبحور، والشجر، والنبات، عاماً بعد عام، { يَمُرُّونَ عَلَيْهَا } ، يعني يرونها، { وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ } [آية: 105]، أفلا يتفكرون فيما يرون من صنع الله فيوحدونه.

{ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ } ، أي أكثر أهل مكة، { بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ } [آية: 106] في إيمانهم، فإذا سئلوا: من خلقهم وخلق الأشياء كلها؟ قالوا: الله، وهم في ذلك يعبدون الأصنام.

فخوفهم، فقال: { أَفَأَمِنُوۤاْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ } ، يعني أن تغشاهم عقوبة، { مِّنْ عَذَابِ ٱللَّهِ } في الدنيا، { أَوْ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعةُ بَغْتَةً } ، يعني فجأة، { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } [آية: 107] بإتيانها، هذا وعيد.

{ قُلْ هَـٰذِهِ } ملة الإسلام، { سَبِيلِيۤ } ، يعني سنتي، { أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ } ، يعني إلى معرفة الله، وهو التوحيد، { عَلَىٰ بَصِيرَةٍ } ، يعني على بيان، { أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي } على ديني، { وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ } ، نزه الرب نفسه عن شركهم، { وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } [آية: 108].