الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يٰقَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوۤاْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ ٱقْضُوۤاْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونَ } * { فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } * { فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُنْذَرِينَ } * { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُمْ بِٱلْبَيِّنَٰتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلوبِ ٱلْمُعْتَدِينَ } * { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِمْ مُّوسَىٰ وَهَـٰرُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ بِآيَـٰتِنَا فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } * { فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ }

{ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ } ، يعني واقرأ عليهم { نَبَأَ نُوحٍ } ، يعني حديث نوح، { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يٰقَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ } ، يعني عظيم عليكم، { مَّقَامِي } ، يعني طول مكثي فيكم، { وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ ٱللَّهِ } ، يعني تحذيري إياكم عقوبة الله، { فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْتُ } ، يعني بالله احترزت، { فَأَجْمِعُوۤاْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَآءَكُمْ } وآلهتكم، { ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً } ، يعني سوءاً، { ثُمَّ ٱقْضُوۤاْ إِلَيَّ } ، يعني ميلوا إليَّ، { وَلاَ تُنظِرُونَ } [آية: 71]، يعني ولا تمهلون.

{ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ } ، يعني عصيتم، { فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِّنْ أَجْرٍ } ، يعني من جعل، { إِنْ أَجْرِيَ } ، يعني ثوابي، { إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } [آية: 72]، يعني من الموحدين.

{ فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ } من المؤمنين، { فِي ٱلْفُلْكِ } ، يعني السفينة، { وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ } في الأرض من بعد نوح، { وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } ، يعني بنوح وما جاء به، { فَٱنْظُرْ } يا محمد { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُنْذَرِينَ } [آية: 73]، يعني المحذرين.

{ ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ } ، يعني من بعد نوح، { رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ } ، ثم أخبر بعلمه فيهم، فقال: { فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ } ، يعني ليصدقوا { بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ } ، يعني العذاب، { مِن قَبْلُ } نزول العذاب، { كَذَلِكَ نَطْبَعُ } ، يعني هكذا نختم { عَلَىٰ قُلوبِ ٱلْمُعْتَدِينَ } [آية: 74]، يعني الكافرين.

{ ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِمْ } من بعد الأمم، { مُّوسَىٰ وَهَارُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا } ، يعني بعلاماتنا اليد والعصا، { فَٱسْتَكْبَرُواْ } ، يعني فتكبروا عن الإيمان، { وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } [آية: 75]، يعني كافرين.

{ فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ مِنْ عِندِنَا } ، يعني موسى وما جاء به من الآيات، { قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ } [آية: 76]، يعني بين.