الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلاۤ إِنَّ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } * { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } * { لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { أَلاۤ إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰت وَمَنْ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } * { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } * { قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰت وَمَا فِي ٱلأَرْضِ إِنْ عِندَكُمْ مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَآ أَتقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } * { قُلْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ } * { مَتَاعٌ فِي ٱلدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلْعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ }

{ أَلاۤ إِنَّ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } أن يدخلوا جهنم، { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [آية: 62] أن يخرجوا من الجنة أبداً.

{ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } ، يعني صدقوا، { وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } [آية: 63] الكبائر.

{ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا } ، الرؤيا الصالحات،، { وَفِي ٱلآخِرَةِ } إذا خرجوا من قبورهم، { لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ } ، يعني لوعد الله أن من اتقاه ثوابه الجنة، ومن عصاه عقابه النار، { ذٰلِكَ } البشرى { هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } [آية: 64].

{ وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } يا محمد، يعني أذاهم، { إِنَّ ٱلْعِزَّةَ للَّهِ } ، يعني إن القوة لله، { جَمِيعاً } في الدنيا والآخرة، { هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لقولهم، { ٱلْعَلِيمُ } [آية: 65] بهم.

{ أَلاۤ إِنَّ للَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَاوَات وَمَنْ فِي ٱلأَرْضِ } ، يقول: هو ربهم وهم عباده، ثم قال: { وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ } ، يعني يعبدون { مِن دُونِ ٱللَّه شُرَكَآءَ } ، يعني الملائكة، { إِن يَتَّبِعُونَ } ، يعني ما يتبعون { إِلاَّ ٱلظَّنَّ } ، يعني ما يستيقنون بذلك، { وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } [آية: 66] الكذب.

ثم دل على نفسه بصنعه ليعتبروا فيوحدوه، فقال: { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلْلَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ } ، يعني لتأووا فيه من نصب النهار، { وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً } ، ضياء ونوراً لتتغلبوا فيه لمعايشكم، { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } ، يعني في هذا { لآيَاتٍ } ، يعني لعلامات { لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } [آية: 67] المواعظ.

{ قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً } ، فنزه نفسه عن ذلك، فقال: { سُبْحَانَهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّ } أن يتخذ ولداً، { لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَات وَمَا فِي ٱلأَرْضِ إِنْ عِندَكُمْ مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَآ } ، يقول: فعندكم حجة بما تزعمون أنه له ولد، { أَتقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [آية: 68].

{ قُلْ } يا محمد { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ } [آية: 69] يعني لا يفوزون إذا صاروا إلى النار.

{ مَتَاعٌ فِي ٱلدُّنْيَا } ، يعني بلاغ في الحياة الدنيا، { ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ } في الآخرة، { ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلْعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } [آية: 70]، بقولهم: إن الملائكة ولد الله.