الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } * { قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى ٱللَّهِ تَفْتَرُونَ } * { وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } * { وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذٰلِكَ وَلاۤ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ } ، يعني بينة، { مِّن رَّبِّكُمْ } ، وهو ما بين الله في القرآن، { وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ } من الكفر والشرك، { وَ } هذا القرآن { وَهُدًى } من الضلالة، { وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } [آية: 58] لمن أحل حلاله، وحرم حرامه.

{ قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ } ، يعني القرآن، { وَبِرَحْمَتِهِ } الإسلام، { فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ } معشر المسلمين، { هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } [آية: 58] من الأموال، فلما نزلت هذه الآية قرأها النبي صلى الله عليه وسلم مرات.

{ قُلْ } لكفار قريش، وخزاعة، وثقيف، وعامر بن صعصعة، وبني مدلج، والحارث ابنى عبد مناة، قل لهم: { أَرَأَيْتُمْ مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ مِّن رِّزْقٍ } ، يعني البحيرة، والسائبة، والوصيلة، والحام، { فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً } ، يعني حرمتم منه ما شئتم، { وَحَلاَلاً } ، يعني وحللتم منه ما شئتم، { قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى ٱللَّهِ تَفْتَرُونَ } [آية: 59].

{ وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ } في الدنيا { عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ } ، فزعموا أن له شريكاً، { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ } ، حين لا يؤاخذهم عند كل ذنب، { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } [آية: 60] هذه النعم.

{ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً } ، يعني إلا وقد علمته قبل أن تعملوه، { إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ } ، وأنا شاهدكم، يعني إذ تعملونه، { وَمَا يَعْزُبُ } ، يعني وما يغيب { عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ } ، يعني وزن ذرة، { فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذٰلِكَ وَلاۤ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } [آية: 61]، يعني اللوح المحفوظ.