الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ ٱلْمُجْرِمُونَ } * { أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ الآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } * { ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ }

{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ } ، يعني بالحق، وهو العدل، { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } [آية: 47]، وذلك أن الله بعث الرسل إلى أممهم يدعون إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام والأوثان، فمن أجابهم إلى ذلك أثابه الله الجنة، ومن أبى جعل ثوابه النار.

فذلك قوله: { قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } ، وذلك عند وقت العذاب { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } ، يعني وهم لا ينقصون من محاسنهم، ولا يزادون على مساوئهم ما لم يعملوها، { وَيَقُولُونَ } ، يعني الكفار لنبيهم، { مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [آية: 48]، وذلك قوله:ٱئْتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } [العنكبوت: 29] { قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً } ، يعني سوءاً، { وَلاَ نَفْعاً } ، يعني في الآخرة، { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ } وقت، يقول: لكل أجل وقت؛ لأنه سبقت الرحمة الغضب، { إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ } ، يعني وقت العذاب، { فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } [آية: 49]، يقول: لا يؤخر عنهم ساعة، ولا يصيبهم قبل الوقت.

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً } ، يعني صباحاً، { أَوْ نَهَاراً مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ ٱلْمُجْرِمُونَ } [آية: 50].

{ أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ } ، يعني قول القرآن، { آمَنْتُمْ بِهِ الآنَ } حين لم تنفعكم، { وَقَدْ كُنتُم بِهِ } ، يعني بالعذاب، { تَسْتَعْجِلُونَ } [آية: 51].

{ ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } ، يعني كفروا: { ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ } [آية: 52] من الشرك، يقول: جزاء الشرك جهنم.