الرئيسية - التفاسير


* تفسير إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم/ ابو السعود (ت 951 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ } * { ثُمَّ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ } * { أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى } * { أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ } * { ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ } * { فَجَعَلَ مِنْهُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } * { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِـيَ ٱلْمَوْتَىٰ }

{ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ } أيْ ويلٌ لكَ وأصلُه أَوْلاَكَ الله ما تكرهُه واللامُ مزيدةٌ كمَا فيرَدِفَ لَكُم } [سورة النمل، الآية 72] أوْ أَوْلى لكَ الهلاكُ وقيلَ: هُو أفعلُ منَ الويلِ بعدَ القلبِ كأدْنى من دُون أو فَعْلى من آلَ يؤولُ بمَعنى عقباكَ النارُ { ثُمَّ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ } أيْ يتكررُ عليهِ ذلكَ مرةً بعدَ أُخْرَى.

{ أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَـٰنُ أَن يُتْرَكَ سُدًى } أيْ يخلى مُهملاً فلاَ يكلَّفُ ولا يُجزى وقيلَ: أنْ يتركَ في قبرِه ولا يبعثَ وقولُه تعالَى: { أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مّن مَّنِىّ يُمْنَىٰ } الخ، استئنافٌ واردٌ لإبطالِ الحسبانِ المذكورِ فإنَّ مدارَهُ لمَّا كانَ استبعادُهم للإعادةِ استدلَّ على تحققِها ببدءِ الخلقِ { ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً } أيْ بقدرةِ الله تعالَى لقولِه تعالَى:ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً } [سورة المؤمنون، الآية 14] { فَخَلَقَ } أي فقدرَ بأنْ جعلَها مضغةً مخلقةً { فَسَوَّىٰ } فعدَّلَ وكمَّل نشأتَهُ { فَجَعَلَ مِنْهُ } منَ الإنسانِ { ٱلزَّوْجَيْنِ } أيِ الصنفينِ { ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } بدلُ الزوجينِ { أَلَيْسَ ذَلِكَ } العظيمُ الشأنِ الذي أنشأَ هَذا الإنشاءَ البديعَ { بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيي ٱلْمَوْتَىٰ } وهُو أهونُ من البدءِ في قياسِ العقلِ.

رُوي أنَّ النبـيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذَا قرأَها قالَ: " سُبْحانكَ بَلَى " وعنْهُ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قرأَ سورةَ القيامةِ شهدتُ لَهُ أنَا وجبريلُ يومَ القيامةِ أنَّه كانَ مُؤمناً بـيومِ القيامةِ ".