الرئيسية - التفاسير


* تفسير إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم/ ابو السعود (ت 951 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ ٱلْمَآءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ } * { فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ } * { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ } * { وَلَقَد يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِٱلنُّذُرِ } * { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ } * { نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ }

{ وَنَبّئْهُمْ أَنَّ ٱلْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ } مقسومٌ، لها يومٌ ولهم يومٌ. وبـينهُم لتغليبِ العُقَلاءِ { كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ } يحضرُه صاحبُه في نوبتِه { فَنَادَوْاْ صَـٰحِبَهُمْ } هو قُدارُ بنُ سالفٍ، أُحيمرُ ثمودَ { فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ } فاجترأ على تعاطي الأمر العظيم غير مكترث له فأخذت العقرَ بالناقةِ، وقيل: فتعاطَى الناقةَ فعقرَها، أو فتعاطَى السيفَ فقتلَها، والتَّعاطِي تناولُ الشيءِ بتكلفٍ. { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ } الكلامُ فيهِ كالذي مرَّ في صدرِ قصةِ عادٍ { إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وٰحِدَةً } هي صيحةُ جبريلَ عليهِ السَّلامُ { فَكَانُواْ } أي فصارُوا { كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ } أي كالشجرِ اليابسِ الذي يتخذُه من يعملُ الحظيرةَ لأجلِها أو كالحشيشِ اليابسِ الذي يجمعُه صاحبُ الحظيرةِ لماشيتِه في الشتاءِ. وقُرِىءَ بفتحِ الظاءِ أي كهشيمِ الحظيرةِ أو الشجرِ المتخذِ لَها { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْءانَ لِلذّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ * كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِٱلنُّذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَـٰصِباً } أي ريحاً تحصبُهم أي ترميهم بالحصباءِ { إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَـٰهُم بِسَحَرٍ } في سحرٍ وهو آخرُ الليلِ وقيلَ: هو السدسُ الأخيرُ منْهُ أي ملتبسينَ بسحرٍ { نّعْمَةً مّنْ عِندِنَا } أي إنعاماً منَّا وهو علةٌ لنجينا { كَذٰلِكَ } أي مثلَ ذلك الجزاءِ العجيبِ { نَجْزِى مَن شَكَرَ } نعمتنَا بالإيمانِ والطاعةِ.