الرئيسية - التفاسير


* تفسير إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم/ ابو السعود (ت 951 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } * { إِلاَّ مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } * { إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ } * { طَعَامُ ٱلأَثِيمِ } * { كَٱلْمُهْلِ يَغْلِي فِي ٱلْبُطُونِ } * { كَغَلْيِ ٱلْحَمِيمِ } * { خُذُوهُ فَٱعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } * { ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ } * { ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ } * { إِنَّ هَـٰذَا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ }

{ يَوْمَ لاَ يُغْنِى } بدلٌ من يومَ الفصلِ أو صفةٌ لميقاتُهم أو ظرفٌ لما دلَّ عليه الفصل لا لنفسِه { مَوْلَى } مِنْ قرابةٍ أو غيرِها { عَن مَّوْلًى } أيُّ مَوْلَى كانَ { شَيْئاً } أيْ شيئاً من الإغناءِ { وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } الضميرُ لمولَى الأول باعتبارِ المَعْنى لأنَّه عامٌّ.

{ إِلاَّ مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ } بالعفوِ عنْهُ وقبولِ الشفاعةِ في حقِّه، ومحلُّه الرفعُ على البدلِ من الواوِ أو النصبُ على الاستثناءِ { إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ } الذي لا يُنصرُ من أرادَ تعذيبَهُ { ٱلرَّحِيمِ } لمنْ أرادَ أنْ يرحَمهُ { إِنَّ شَجَرَةَ ٱلزَّقُّومِ } وقُرِىءَ بكسرِ الشينِ وقد مرَّ مَعْنى الزقومِ في سورةِ الصَّافاتِ { طَعَامُ ٱلأَثِيمِ } أي الكثيرِ الآثامِ والمرادُ به الكافرُ لدلالةِ ما قبلَهُ وما بعدَه عليهِ { كَٱلْمُهْلِ } وهو ما يُمهلُ في النَّارِ حتَّى يذوبَ وقيلَ: هو دُرْدِيُّ الزَّيتِ { يَغْلِى فِى ٱلْبُطُونِ } وقُرِىءَ بالتاءِ على إسنادِ الفعلِ إلى الشَّجرةِ. { كَغَلْىِ ٱلْحَمِيمِ } غلياناً كغليهِ { خُذُوهُ } عَلى إرادةِ القولِ والخطابُ للزبانيةِ { فَٱعْتِلُوهُ } أي جُرُّوه، والعَتلُ الأخذُ بمجامعِ الشيءِ وجرُّه بقهرٍ وعنفٍ وقُرِىءَ بضمِّ التاءِ وهي لغةٌ فيهِ. { إِلَىٰ سَوَاء ٱلْجَحِيمِ } أي وسطِه { ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ } كانَ الأصلُ يصبُّ من فوقِ رؤوسِهم الحميمُ فقيلَ يصبُّ من فوقِ رؤوسِهم عذابٌ هو الحميمُ للمبالغةِ ثم أضيفَ العذابُ إلى الحميمِ للتخفيفِ وزيدَ من للدلالةِ على أنَّ المصبوبَ بعضُ هذا النوعِ { ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ } أي وقولُوا له ذلكَ استهزاءً بهِ وتقريعاً له على ما كانَ يزعمُه، رُويَ أنَّ أبا جهلٍ قالَ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم: ما بـينَ جبليَها أعزُّ ولا أكرمُ منِّي فوالله ما تستطيعُ أنتَ ولا ربُّك أنْ تفعَلا بـي شيئاً. وقُرىءَ بالفتحِ أي لأنَّك أو عذابُ أنَّك { إِنَّ هَذَا } أي العذابَ { مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ } تشكونَ وتُمارونَ فيهِ والجمعُ باعتبارِ المعنى لأنَّ المرادَ جنسُ الأثيمِ.