الرئيسية - التفاسير


* تفسير إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم/ ابو السعود (ت 951 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } * { وَلَمَّا جَآءَ عِيسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِٱلْحِكْمَةِ وَلأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } * { فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ } * { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }

{ وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ } عن اتِّباعِي { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } بـيِّنُ العداوةِ حيثُ أخرجَ أباكُم من الجنةِ وعرَّضكُم للبليةِ.

{ وَلَمَّا جَاء عِيسَىٰ بِٱلْبَيّنَـٰتِ } أي بالمعجزاتِ أو بآياتِ الإنجيلِ أو بالشرائعِ الواضحاتِ { قَالَ } لبني إسرائيلَ { قَدْ جِئْتُكُم بِٱلْحِكْمَةِ } لأعلِّمَكُم إيَّاها { وَلأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِى تَخْتَلِفُونَ فِيهِ } وهُو ما يتعلقُ بأمورِ الدِّينِ، وأما ما يتعلقُ بأمورِ الدُّنيا فليسَ بـيانُه من وظائفِ الأنبـياءِ عليهم السَّلامُ كما قالَ عليهِ السَّلامُ: " أنتمُ أعلمُ بأمورِ دُنياكُم " { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } في مُخَالفتِي { وَأَطِيعُونِ } فيما أبلِّغُه عنْهُ تعالى { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ رَبّى وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ } بـيانٌ لما أمرَهُم بالطاعةِ فيهِ، وهُو اعتقادُ التَّوحيدِ والتَّعبدُ بالشرائعِ { هَـٰذَا } أي التوحيدُ والتَّعبدُ بالشرائعِ { صِرٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ } لا يضِلّ سالِكُه وهُو إمَّا من تتمة كلامِه عليه السَّلامُ أو استئنافٌ من جهتِه تعالى مقررٌ لمقالةِ عيسَى عليه السَّلامُ. { فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ } الفِرقُ المتحزبةُ { مِن بَيْنِهِمْ } أي مِن بـينِ مَنْ بُعثَ إليهم من اليهَّودِ والنصَّارَى. { فَوَيْلٌ لّلَّذِينَ ظَلَمُواْ } من المختلفينَ { مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ } هو يومُ القيامةِ. { هَلْ يَنظُرُونَ } أيْ ما ينتظرُ النَّاسُ { إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ } أي إلا إتيانَ الساعةِ. { بَغْتَةً } أيْ فجأةً لكنْ لا عندَ كونِهم مترقبـينَ لها بل غافلينَ عنها مشتغلينَ بأمورِ الدُّنيا منكرينَ لها وذلكَ قولُه تعالى: { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }.