الرئيسية - التفاسير


* تفسير إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم/ ابو السعود (ت 951 هـ) مصنف و مدقق


{ قَدْ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ هَـٰؤُلاَءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ } * { أَوَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }

{ قَدْ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } الهاء لقوله إنَّما أُوتيته على علمٍ لأنَّها كلمةٌ أو جملةٌ وقُرىء بالتَّذكيرِ. والموصول عبارةٌ عن قارونَ وقومِه حيثُ قال إنَّما أُوتيته على علمٍ عندي وهم راضُون به. { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } من متاعِ الدُّنيا ويجمعون منه. { فَأَصَـٰبَهُمْ سَيّئَاتُ مَا كَسَبُواْ } جزاءُ سيِّئاتِ أعمالِهم أو أجزيةُ ما كسبُوا. وتسميتها سيِّئاتٍ لأنَّها في مقابلة سيِّئاتِهم وجزاءُ سيِّئةٍ سيِّئةٌ مثلُها { وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ هَـؤُلاَء } المشركين ومِن للبـيان أو للتَّبعيضِ أي أفرطوا في الظُّلم والعُتوِّ. { سَيُصِيبُهُمْ سَيّئَاتُ مَا كَسَبُواْ } من الكُفر والمَعاصي كما أصاب أولئك. والسِّينُ للتَّأكيدِ. وقد أصابهم أيَّ إصابةٍ حيثُ قحطوا سبعَ سنين وقُتل صناديدُهم يومَ بدرٍ { وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ } أي فائتين.

{ أَوَ لَمْ يَعْلَمُواْ } أي أقالُوا ذلك ولم يعلمُوا أو أَغفلُوا ولم يعلمُوا { أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرّزْقَ لِمَن يَشَاء } أنْ يبسطَه له { وَيَقْدِرُ } لمن يشاء أن يقدرَه له من غيرِ أن يكون لأحدٍ مدخلٌ ما في ذلك حيثُ حبسَ عنهم الرِّزقَ سبعاً ثم بسطَه لهم سبعاً { إِنَّ فِى ذَلِكَ } الذي ذُكر { لآيَاتٍ } دالَّةً على أنَّ الحوادثَ كافَّةً من الله عزَّ وجلَّ. { لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } إذ هم المستدلُّون بها على مدلولاتِها.