الرئيسية - التفاسير


* تفسير إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم/ ابو السعود (ت 951 هـ) مصنف و مدقق


{ وَآتَيْنَاهُمَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُسْتَبِينَ } * { وَهَدَيْنَاهُمَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } * { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي ٱلآخِرِينَ } * { سَلاَمٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } * { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ } * { أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ ٱلْخَالِقِينَ }

{ وَءاتَيْنَـٰهُمَا } بعد ذلك { ٱلْكِتَـٰبَ ٱلْمُسْتَبِينَ } أي البليغَ في البـيان والتَّفصيلِ وهو التَّوراةُ { وَهَدَيْنَـٰهُمَا } بذلك { ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } الموصِّلَ إلى الحقِّ والصَّوابِ بما فيه من تفاصيلِ الشَّرائعِ وتفاريعِ الأحكامِ { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِى ٱلآخِرِينَ سَلَـٰمٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَـٰرُونَ } أي أبقينا فيما بـين الأممِ الآخرين هذا الذِّكرَ الجميلَ والثَّناءَ الجزيلَ { إِنَّا كَذَلِكَ } الجزاءِ الكاملِ { نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ } الذين هُما من جُملتهم لا جزاء قاصراً عنه { إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } سبق بـيانُه.

{ وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } هو إلياسُ بنُ ياسينَ من سبطِ هارون أخي مُوسى عليهم السلام بُعث بعده وقيل إدريسُ لأنَّه قُرىء مكانه إدريسَ وإدراسَ وقُرىء إيليسَ وقرىء إلياسَ بحذفِ الهمزة { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ } أي عذابَ الله تعالى. { أَتَدْعُونَ بَعْلاً } أتعبدونَه وتطلبون الخيرَ منه وهو اسمُ صنمٍ كان لأهل بكَّ من الشَّأمِ وهو البلد المعروفُ اليوم ببَعْلَبَكَّ قيل كان من ذهبٍ طوله عشرون ذراعاً وله أربعةُ أوجهٍ فتُنوا به وعظَّموه حتى أخدمُوه أربعمائة سادنٍ وجعلوهم أنبـياءَ فكان الشَّيطانُ يدخل جوفَه ويتكلَّم بشريعة الضَّلالةِ، والسَّدنةُ يحفظونَها ويُعلِّمونها النَّاسَ. وقيل البَعْلُ الرَّبُّ بلغة اليمنِ أي أتعبدون بعضَ البُعولِ. { وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ ٱلْخَـٰلِقِينَ } أي وتتركون عبادته وقد أُشير إلى المقتضى للإنكارِ المعنيِّ بالهمزة ثم صرَّح به بقوله تعالى: