الرئيسية - التفاسير


* تفسير إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم/ ابو السعود (ت 951 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِيۤ أَمْ تَكُونُ مِنَ ٱلَّذِينَ لاَ يَهْتَدُونَ }

{ قَالَ } أي سليمانُ عليهِ السَّلام، كُررتِ الحكايةُ مع كونِ المحكيِّ سابقاً ولاحقاً من كلامِه عليه الصَّلاة والسَّلام تنبـيهاً على ما بـين السَّابقِ واللاحقِ من المخالفةِ لما أنَّ الأولَ من بابِ الشكرِ لله تعالى والثَّاني أمرٌ لخدمِه { نَكّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا } أي غيِّروا هيئتَه بوجهٍ من الوجوهِ { نَنظُرْ } الجزمُ على أنَّه جوابُ الأمرِ. وقُرىءَ بالرَّفعِ على الاستئنافِ { أَتَهْتَدِى } إلى معرفتِه أو إلى الجوابِ اللائقِ بالمقام، وقيل: إلى الإيمانِ بالله تعالى ورسولِه عند رؤيتِها لتقدمِ عرشِها من مسافةٍ طويلةٍ في مدةٍ قليلةٍ وقد خلَّفته مغلقةً عليه الأبوابَ موكلةً عليه الحَّراسَ والحجَّابَ ويأباهُ تعليقُ النظرِ المتعلقِ بالاهتداءِ بالتنكيرِ فإنَّ ذلكَ ممَّا لا دخلَ فيه للتنكيرِ { أَمْ تَكُونُ } أي بالنسبةِ إلى علمنا { مِنَ ٱلَّذِينَ لاَ يَهْتَدُونَ } أي إلى ما ذُكر من معرفةِ عرشِها أو الجوابِ الصَّوابِ فإنَّ كونَها في نفسِ الأمرِ منهم وإنْ كانَ أمراً مستوراً لكن كونُها منهم عند سليمانَ عليهِ السَّلامُ وقومِه أمرٌ حادثٌ يظهرُ بالاختبارِ.