{ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْـئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ * أَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ } أي أتمُّوه { وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُخْسِرِينَ } أي حقوقَ النَّاس بالتّطفيف.
{ وَزِنُواْ } أي الموزوناتِ { بِٱلْقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ } بالميزانِ السَّويِّ وهو إن كانَ عربـيَّاً فإنْ كان من القسطِ ففِعلاسٌ بتكرير العينِ وإلا ففعلالٌ وقُرىء بضمِّ القاف.
{ وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَاءهُمْ } أي لا تُنقصوا شيئاً من حقوقِهم أي حقَ كان وهذا تعميمٌ بعد تخصيص بعضِ الموادِّ بالذكر لغاية انهماكِهم فيها { وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } بالقتل والغارة وقطعِ الطَّريقِ.
{ وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ وَٱلْجِبِلَّةَ ٱلأَوَّلِينَ } أي وذوي الجُبْلَّةِ الأوَّلينَ وهم مَن تقدمهم من الخلائقِ. وقُرىء بضمِّ الجيمِ والباءِ وبكسرِ الجيمِ وسكون الباءِ كالخِلْقة.
{ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مِنَ ٱلْمُسَحَّرِينَ * وَمَا أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مّثْلُنَا } إدخالُ الواو بـين الجملتينِ للدِّلالة على أنَّ كلاًّ من التَّسحيرِ والبشريةِ منافٍ للرِّسالةِ مبالغةً في التَّكذيبِ { وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ ٱلْكَـٰذِبِينَ } أي فيما تدَّعيه من النُّبوة.
{ فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مّنَ ٱلسَّمَاء } أي قِطعاً. وقُرىء بسكون السِّينِ وهو أيضاً جمعُ كِسفةٍ وقيل: الكِسفُ والكِسفةُ كالرِّيعِ والرِّيعةِ وهي القطعةُ. والمرادُ بالسَّماءِ إمَّا السَّحابُ أو المظلة، ولعلَّه جوابٌ لما أشعر به الأمرُ بالتَّقوى من التَّهديد { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ } في دعواكَ ولم يكُن طلبُهم ذلك إلا لتصميمهم على الجُحود والتَّكذيبِ وإلاَّ لمَا أخطرُوه ببالهم فضلاً أنْ يطلبُوه.