الرئيسية - التفاسير


* تفسير إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم/ ابو السعود (ت 951 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { أَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُخْسِرِينَ } * { وَزِنُواْ بِٱلْقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ } * { وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } * { وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ وَٱلْجِبِلَّةَ ٱلأَوَّلِينَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ ٱلْمُسَحَّرِينَ } * { وَمَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } * { فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ }

{ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْـئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ * أَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ } أي أتمُّوه { وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُخْسِرِينَ } أي حقوقَ النَّاس بالتّطفيف.

{ وَزِنُواْ } أي الموزوناتِ { بِٱلْقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ } بالميزانِ السَّويِّ وهو إن كانَ عربـيَّاً فإنْ كان من القسطِ ففِعلاسٌ بتكرير العينِ وإلا ففعلالٌ وقُرىء بضمِّ القاف.

{ وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَاءهُمْ } أي لا تُنقصوا شيئاً من حقوقِهم أي حقَ كان وهذا تعميمٌ بعد تخصيص بعضِ الموادِّ بالذكر لغاية انهماكِهم فيها { وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } بالقتل والغارة وقطعِ الطَّريقِ.

{ وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ وَٱلْجِبِلَّةَ ٱلأَوَّلِينَ } أي وذوي الجُبْلَّةِ الأوَّلينَ وهم مَن تقدمهم من الخلائقِ. وقُرىء بضمِّ الجيمِ والباءِ وبكسرِ الجيمِ وسكون الباءِ كالخِلْقة.

{ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مِنَ ٱلْمُسَحَّرِينَ * وَمَا أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مّثْلُنَا } إدخالُ الواو بـين الجملتينِ للدِّلالة على أنَّ كلاًّ من التَّسحيرِ والبشريةِ منافٍ للرِّسالةِ مبالغةً في التَّكذيبِ { وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ ٱلْكَـٰذِبِينَ } أي فيما تدَّعيه من النُّبوة.

{ فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مّنَ ٱلسَّمَاء } أي قِطعاً. وقُرىء بسكون السِّينِ وهو أيضاً جمعُ كِسفةٍ وقيل: الكِسفُ والكِسفةُ كالرِّيعِ والرِّيعةِ وهي القطعةُ. والمرادُ بالسَّماءِ إمَّا السَّحابُ أو المظلة، ولعلَّه جوابٌ لما أشعر به الأمرُ بالتَّقوى من التَّهديد { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ } في دعواكَ ولم يكُن طلبُهم ذلك إلا لتصميمهم على الجُحود والتَّكذيبِ وإلاَّ لمَا أخطرُوه ببالهم فضلاً أنْ يطلبُوه.