الرئيسية - التفاسير


* تفسير إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم/ ابو السعود (ت 951 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُواْ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ ٱلصِّرَاطِ ٱلسَّوِيِّ وَمَنِ ٱهْتَدَىٰ }

{ قُلْ } لأولئك الكفرة المتمردين { كُلٌّ } أي كلُّ واحدٍ منا ومنكم { مُّتَرَبّصٌ } منتظِرٌ لما يؤول إليه أمرُنا وأمرُكم { فَتَرَبَّصُواْ } وقرىء فتمتعوا { فَسَتَعْلَمُونَ } عن قريب { مَنْ أَصْحَـٰبُ ٱلصّرَاطِ ٱلسَّوِيّ } أي المستقيمِ، وقرىء السواءِ أي الوسطِ الجيد، وقرىء السوءِ والسُّوآي والسُّوَي تصغيرُ السوء { وَمَنِ ٱهْتَدَىٰ } من الضلالة ومَنْ في الموضعين استفهاميةٌ محلُّها الرفعُ بالابتداء خبرُها ما بعدها، والجملةُ سادةٌ مسدَّ مفعولي العلم أو مفعولِه، ويجوز كونُ الثانية موصولةً بخلاف الأولى لعدم العائد فتكون معطوفةً على محل الجملةِ الاستفهامية المعلَّقِ عنها الفعلُ على أن العلم بمعنى المعرفة أو على أصحاب أو على الصراط، وقيل: العائدُ في الأولى محذوفٌ والتقديرُ من هم أصحابُ الصراط.

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ سورةَ طٰه أُعطِيَ يوم القيامة ثوابَ المهاجرين والأنصار " وقال: " لا يقرأ أهلُ الجنة من القرآن إلا سورةَ طٰه ويس ".