الرئيسية - التفاسير


* تفسير إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم/ ابو السعود (ت 951 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ ٱلأَسْبَابُ }

{ إِذْ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ } بدلٌ من (إذ يرون) أي إذ تبرأ الرؤساء { مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ } من الأتْباع بأن اعترفوا ببطلان ما كانوا يدّعونه في الدنيا ويدْعونهم إليه من فنون الكفر والضلالِ واعتزلوا عن مخالطتهم وقابلوهم باللعن كقول إبليس:إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ } [إبراهيم، الآية 22] وقرىء بالعكس أي تبرأ الأتْباعُ من الرؤساء والواو في قوله عز وجل: { وَرَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ } حالية وقد مضمرةٌ، وقيل: عاطفةٌ على (تبرأ) والضمير في رأوا للموصوفين جميعاً { وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ ٱلأسْبَابُ } الوصلةُ التي كانت بـينهم من التبعية والمتبوعيةِ والاتّفاقِ على الملة الزائغةِ والأغراضِ الداعيةِ إلى ذلك، وأصلُ السبب الحبلُ الذي يُرتقىٰ به الشجرُ ونحوُه، والجملةُ معطوفةٌ على (تبرأ) وتوسيطُ الحال بـينهما للتنبـيه على علة التبرّي، وقد جُوّز عطفُها على الجملة الحالية.