الرئيسية - التفاسير


* تفسير إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم/ ابو السعود (ت 951 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ }

{ وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىء بِرُسُلٍ } كثيرة خلَت { مّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي تركتهم ملاوةً من الزمان في أمن ودعةٍ كما يملىٰ للبهمية في المرعى. وهذا تسليةٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم عما لقيَ من المشركين من التكذيب والاقتراحِ على طريقة الاستهزاءِ به ووعيدٌ لهم، والمعنى أن ذلك ليس مختصاً بك بل هو أمرٌ مطردٌ قد فُعل ذلك برسل كثيرة كائنةٍ من قبلك فأمهلت الذين فعلوه بهم، والعدولُ في الصلة إلى وصف الكفر ليس لأن المُملىٰ لهم غيرُ المستهزئين بل لإرادة الجمعِ بـين الوصفين أي فأمليت للذين كفروا مع استهزائهم لا باستهزائهم فقط { ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } أي عقابـي إياهم، وفيه من الدلالة على تناهي كيفيته في الشدة والفظاعة ما لا يخفى.