الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } * { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }

أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { والمؤتفكات } قال: قوم لوط، ائتفكت بهم أرضهم فجعل عاليها سافلها.

وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } يدعون إلى الإِيمان بالله ورسوله والنفقات في سبيل الله وما كان من طاعة الله { وينهون عن المنكر } ينهون عن الشرك والكفر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة من فرائض الله كتبها الله على المؤمنين.

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } قال: اخاؤهم في الله يتحابون بجلال الله والولاية لله.

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب قضاء الحوائج والطبراني عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة " وأخرجه ابن أبي شيبة عن أبي عثمان مرسلاً.

وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي موسى " أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: إن المعروف والمنكر خليقتان ينصبان يوم القيامة، فأما المعروف فيبشر أهله ويعدهم الخير، وأما المنكر فيقول لأصحابه: إليكم وما تستطيعون له إلا لزوماً ".

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأس العقل بعد الإِيمان بالله مداراة الناس، ولن يهلك رجل بعد مشورة، وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة ".

وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة، أن الله ليبعث المعروف يوم القيامة في صورة الرجل المسافر، فيأتي صاحبه إذا انشق قبره فيمسح عن وجهه التراب ويقول: ابشر يا ولي الله بأمان الله وكرامته، لا يهولنَّك ما ترى من أهوال يوم القيامة. فلا يزال يقول له: احذر هذا واتق هذا يسكن بذلك روعه حتى يجاوز به الصراط، فإذا جاوز به الصراط عدل ولي الله إلى منازله في الجنة، ثم يثنى عنه المعروف فيتعلق به فيقول: يا عبد الله من أنت خذلني الخلائق في أهوال القيامة غيرك فمن أنت؟ فيقول له: أما تعرفني؟! فيقول: لا. فيقول: أنا المعروف الذي عملته في الدنيا، بعثني الله خلقاً لأجازيك به يوم القيامة ".

وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اطلبوا المعروف من رحماء أمتي تعيشوا في أكنافهم، ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم، فإن اللعنة تنزل عليهم، يا علي إن الله خلق المعروف وخلق له أهلاً، فحببه إليهم وحبب إليهم فعاله، ووجه إليهم طلابه كما وجه الماء في الأرض الجدبة لتحيا به ويحيى به أهلها، إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ".


السابقالتالي
2 3 4