الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا ٱلصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱلْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَٱلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر قال " جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله وهو يقسم قسماً، فأعرض عنه وجعل يقسم قال: أتعطي رعاء الشاء؟ والله ما عدلت. فقال: ويحك...! من يعدل إذا أنا لم أعدل؟ فأنزل الله هذه الآية { إنما الصدقات للفقراء... } الآية ".

وأخرج أبو داود والبغوي في معجمه والطبراني والدارقطني وضعفه عن زياد بن الحارث الصدائي قال: " قال رجل " يا رسول الله أعطني من الصدقة. فقال: إن الله لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقات حتى حكم هو فيها، فجزأها ثمانية أجزاء فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك حقك " ".

وأخرج ابن سعد عن زياد بن الحرث الصدائي قال: بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء قوم يشكون عاملهم، ثم قالوا: يا رسول الله آخذنا بشيء كان بيننا وبينه في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا خير للمؤمن في الإِمارة، ثم قام رجل فقال: يا رسول الله أعطني من الصدقة. فقال: إن الله لم يكِل قسمها إلى ملك مقرب ولا نبي مرسل حتى أجزأها ثمانية أجزاء، فإن كنت جزأ منها أعطيتك وإن كنت غنياً عنها فإنما هي صداع في الرأس وداء في البطن ".

وأخرج سعيد بن منصور والطبراني وابن مردويه عن موسى بن يزيد الكندي قال: كان ابن مسعود يقرىء رجلاً، فقرأ { إنما الصدقات للفقراء والمساكين } مرسلة، فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرأنيها النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: وكيف أقرأكها؟ قال: أقرأنيها { إنما الصدقات للفقراء والمساكين } فمدها.

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: نسخت هذه الآية كل صدقة في القرآن قولهوآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل } [الإِسراء: 26] وقولهإن تبدوا الصدقات } [البقرة: 271] وقولهوفي أموالهم حق للسائل والمحروم } [الذاريات: 19].

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { إنما الصدقات للفقراء والمساكين... } الآية. قال: إنما هذا شيء أعلمه الله إياه لهم، فأيما أعطيت صنفاً منها أجزاك.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وأبو الشيخ عن حذيفة في قوله { إنما الصدقات للفقراء... } الآية. قال: إن شئت جعلتها في صنف واحد من الأصناف الثمانية الذين سمى الله أو صنفين أو ثلاثة.

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي العالية قال: لا بأس أن تجعلها في صنف واحد مما قال الله.

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن الحسن وعطاء وإبراهيم وسعيد بن جبير. مثله.

وأخرج ابن المنذر والنحاس عن ابن عباس قال: الفقراء فقراء المسلمين، والمساكين الطوّافون.

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس وأبو الشيخ عن قتادة قال: الفقير الذي به زمانة، والمسكين المحتاج الذي ليس به زمانة.

السابقالتالي
2 3 4 5